كلمة المديرة العامة
لا يتوفر الموريتانيون، في غالبيتهم العظمى، على أي نظام تأمين صحي يسمح لهم بتجنب مواجهتهم لمصاعب مالية مقابل الاستفادة من الخدمات الصحية. وهو ما يدفعهم، في معظم الأوقات، إلى التخلي عن خدمات صحية أو يعرضهم، في أغلب الأحيان، للإنفاق إلى حد إفقار أنفسهم من أجل تغطية أعباء صحية باهظة التكلفة ولكنها مع ذلك ضرورية.
إن هذه الوضعية، فضلا عن كونها مضرة بالأفراد أنفسهم، تؤثر سلبا على الاقتصاد الوطني. ذلك أن شعبا مريضا هو شعب لا ينتج وشعب يقود نفسه إلى الفقر؛ أما الشعب الذي يتمتع بصحة جيدة فهو يعمل ويرسل أطفاله إلى المدرسة ويكون شبابه ويسمح للبالغين منه بعيش حياة صحية مليئة بالعمل والإنتاج.
وانطلاقا من هذه الملاحظة، قرر فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، وفقا لبرنامجه، إنشاء الصندوق الوطني للتضامن الصحي (CNASS)؛ وهو مؤسسة عمومية ذات طابع إداري تتمثل مهمتها في تطبيق نظام تأمين صحي تطوعي لصالح الأشخاص في القطاع غير المصنف غير المستفيدين من تغطية نظام التأمين الصحي الإلزامي الذي يسيره الصندوق الوطني للتأمين الصحي (CNAM). وقد رأى، الصندوق الخاضع لوصاية وزارة الصحة، النور بفضل تمويل من الاتحاد الأوربي لفترة أربع سنوات ودعم فني من التعاون البلجيكي (Enabel).
لقد حظيت بعظيم شرف التعيين على رأس الصندوق الوطني للتضامن الصحي، مع تفويض العمل على تمكين كل موريتاني وموريتانية من تأمين نفسه وتأمين عائلته ضد مخاطر المرض، وذلك مقابل مشاركة مالية زهيدة. إنني فخورة، بهذا الصدد، بقيادة فريق من الخبراء الأكفاء والمتحمسين أعلق عليهم آمالا كبيرة لنجاح هذه المهمة الرائعة.